الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

امر هام عن الاستحمام

هل تعلم ان الاستحمام في اوروبا كان يعد كفرا
والأوروبيون كانوا كريهي الرائحة بشكل لا يطاق من شدة القذارة
وصف مبعوث روسيا القيصرية ملك فرنسا لويس الرابع عشر
"أن رائحته أقذر من رائحة الحيوان البري" .. وكانت إحدى جوارية تدعى دي مونتيسبام تنقع نفسها في حوض من العطر حتى لا تشم رائحة الملك
الروس أنفسهم وصفهم الرحالة أحمد بن فضلان أنهم
"أقذر خلق الله لا يستنجون من بول ولا غائط" .. وكان القيصر الروسي بيتر يتبول علي حائط القصر في حضور الناس
الملكة ايزابيلا الأولى التي قتلت المسلمين في الأندلس لم تستحم في حياتها إلا مرتين، وقامت بتدمير الحمامات الأندلسية.
الملك فيليب الثاني الاسباني منع الاستحمام مطلقا في بلاده وابنته إيزابيل الثانية أقسمت أن لا تقوم بتغيير ملابسها الداخلية حتي الانتهاء من حصار احدي المدن، والذي استمر ثلاث سنوات؛ وماتت بسبب ذلك.
هذا عن الملوك، ناهيك عن العامة
هذه العطور الفرنسية التي إشتهرت بها باريس تم اختراعها حتي تتطغي علي الرائحة النتنة وبسبب هذه القذارة كانت تتفشي فيهم الأمراض كان يأتي الطاعون فيحصد نصفهم أو ثلثهم كل فترة .. حيث كانت اكبر المدن الأوروبية كـ"باريس" و"لندن" مثلا يصل تعداد سكانها 30 أو 40 الفا باقصى التقديرات, بينما كانت المدن الإسلامية تتعدى حاجز المليون.
كان الهنود الحمر يضعون الورود في أنوفهم حين لقائهم بالغزاة الأوروبيون بسبب رائحتهم التي لا تطاق.
يقول المؤرخ الفرنسي دريبار : "نحن الأوروبيون مدينون للعرب (يقصد المسلمين) بالحصول على أسباب الرفاه في حياتنا العامة فالمسلمون علمونا كيف نحافظ على نظافة أجسادنا. إنهم كانوا عكس الأوروبيين الذين لا يغيرون ثيابهم الا بعد أن تتسخ وتفوح منها روائح كريهة فقد بدأنا نقلدهم في خلع ثيابنا وغسلها. كان المسلمون يلبسون الملابس النظيفة الزاهية حتى أن بعضهم كان يزينها بالأحجار الكريمة كالزمرد والياقوت والمرجان. وعرف عن قرطبة أنها كانت تزخر بحماماتها الثلاثمائة في حين كانت كنائس اوروبا تنظر الى الأستحمام كأداة كفر وخطيئة."

علمتني ابنتي

علمتني ابنتي


إنَّ الأطفال يفعلون أمورًا غاية في الروعة، وخصوصًا إذا دققنا النظرَ فيها سنُخرجُ الروائعَ والروائعَ، بل وسنتعلمُ منها ما يُفيدنا في حياتنا العملية اليومية؛ فالأطفال إنما يتعاملون بالفطرة الطبيعية التي فطَرهم الله عليها، إضافة إلى ما يُكتسب من الأفعال التي يراها الطفل في إطار الأسرة، ومن يتعامل معهم بصفة مستمرَّة، فيَكتسب الطفل المهاراتِ والأفعال التي يَنتهجها في تصرُّفاته، ولذلك رأيتُ أن أسرد بعضًا مما رأيتُه في حياة ابنتي؛ لأنقله لكم كتجربة حية مُشاهَدة، يراها الجميع في كل بيت، ولكن قلَّ من يقف أمامها.

بدايةً: لاحظتُ التقليد الرهيب لكل ما ترى وتسمع، وهي بنت السنتَين، بل لم تُتمَّهنَّ إلى الآن، ولكنها تُقلِّد وبشكل شرس كل شيء تراه، من حركات وألفاظ وأقوال وأفعال، فإذا رأتني أتحرك لآخذ شيئًا ما فإنها تفعل مثلي، وإذا رأتني أجلس جلسة ما تُقلِّدني، وإذا رأتني أصلي تذهب سريعًا لإحضار "المصلية" لتُصلي، حتى وصل بها الأمر إلى أنها ما إن تسمع الأذان حتى تَجري لتُصلي، وقس على ذلك أمورًا كثيرة.

ومِن هنا كانت المصيبة التي يجب أن يَلحظها كل أب وأم؛ فأنتم قدوة للأطفال في هذه السن الصغيرة، وبالنسبة لهم، فكلُّ ما تفعلونه هو الصحيح، وأي شيء مُخالف لذلك فهو الخطأ، فإذا ربينا أطفالنا على أفعالنا الخطأ فستكون النتيجة وخيمة، وإذا ربينا أطفالنا على أفعالنا في الإطار الصحيح فستكون النتائج مذهلة ورائعة، فيجب علينا أن نكون قدوة لأبنائنا حتى يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم من بعد ذلك، ولذلك لا نعجب من قول الله تعالى: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ [النجم: 39]، فتربية الأبناء تدخل في إطار هذا السعي، والتربية ليست أمرًا هينًا لنتهاون فيها، بل يجب أن نبذل الجهود، والجهود الكبيرة، وخصوصًا في السنين العشر الأول مِن عمر الطفل؛ حيث تتركَّز فيها أكبر نسبة مما سيَسير عليه طوال حياته.

إضافةً إلى أمر مهمٍّ جدًّا وخطير؛ فإن بعض الآباء يتساءلون عن سبب فتور مشاعر الأطفال تجاههم، أو تصرُّفهم بتصرُّفات سيئة، فأقول لهم: إن هذا مِن سعيك ومن تصرُّفاتك التي تعلَّمها منك ابنك أو بنتك، فهكذا رآك تتعامل مع أبيك أو أمك، فلنكن على حذر من كل تصرُّف نتصرَّفُه أمام أطفالنا؛ فهم أمانة في أعناقنا نُسأل عنها يوم الدين، وما سوف نَزرعُه اليوم سوف نَحصدُه غدًا.

وإني أنصح نفسي وإياكم بأن نضع نيةَ "مَن سنَّ سنَّة حسنة" بالتصرُّف جيدًا أمام أبنائنا الذين سوف يُقلِّدوننا في هذه التصرُّفات، وبالتالي نأخذ الأجر، وأجر كل من يقلِّد أبناءنا، فيا له من باب رائع لكسب الحسنات، للأسف يغفل عنه الكثير!

وكذلك أيضًا مما رأيتُه وتعلَّمت منه مِن تصرفات ابنتي الحبيبة: أن الأطفال بصفة عامة يفعلون المصائب والكوارث من تدمير وتكسير وتخريب في أدوات المنزل، وهذا أمر طبيعيٌّ؛ فحبُّ الاستكشاف لدى الأطفال يَدفعهم للمعرفة، التي تقلُّ عند الكبر نتيجة كبت الآباء لها.
فابنتي مثلها مثل الأطفال تفعل هذه المصائب، ولكن ما لاحظته أنها دائمًا عندما تفعل المصائب والكوارث، وتلحظ أن غضبي بدأ في الظهور، تبتسم ابتسامةً تصحبها كلمة "بحبك.. بابا بحبك"، وتكون على طريقة الأطفال، وبالقطع بعدها أنسى كل المصائب التي فعلتها مهما أفسدت وكسَّرت ودمَّرت.

إن هذا الفعل جعلني أقف وقفة مع التبسُّم والكلم الطيب الذي هو مِن سُنن النبي، ومما يَجب أن نكون عليه؛ فالأحاديث التي وردت في هذا كثيرة جدًّا، منها ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة))[1] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((والكلمة الطيبة صدقة))[2] ، وفي الحديث المرفوع: سمعتُ عبدالله بن الحارث بن جزء يقول: "ما رأيتُ أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"[3] ، وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: "ما حجَبَني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمتُ، ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي"[4].

وبالفعل؛ فالكلمة الطيبة لها سحر عجيب، والتبسُّم له سحر أعجب، وهذا ما تفعله في النفوس حتى عند الغضب، فما بالنا إذا فعلناه في وقت الرخاء، فكيف سيكون وقعُه على النفوس؟!
فالتبسُّم في الوجوه عمل بسيط ويسير، غير مكلِّف ولا مُجهِد، ولكن له الأثر الكبير في نشْر الألفة والمحبَّة بين الناس.

فهذا هو النهج النبوي المُوافق للفطرة السليمة التي فُطرنا عليها، ولكن عندما نكبر نتأثَّر بعوامل أخرى تجعلنا نبتعد عن هذا المنهج الرباني الإسلامي الإعجازي، فتبسَّموا... بالحياة تنعموا.

هذا، وإني أرجو الله أن يوفِّقني إلى أن تكون هذه سلسلة مقالات تحت هذا العنوان: "علمتني ابنتي"، وتقبلوا تحياتي.
أحبكم في الله


[1] رواه الترمذي.
[2] متفق عليه.
[3] رواه الترمذي.
[4] رواه مسلم.