الشورى فى الاسلام
لقد تجرعنا الديمقراطية لسنوات وسنوات وما راينا منها سوى الخراب والدمار والدكتاتوريه المتغفله فى غلاف ديمقراطى
وهذا هو حال الدول التى تنتهج الديمقراطيه يتحكم فيها من قبل شعوبها عن طريق الغلاف الديمقراطى حتى اكبر الدول وان كان نسب التحكم تتفاوت
فاذا نظرنا الى امريكا نفسها فانك ستجد فكر واحد لا يمكن ان يتغير فى نهج الحكم وان اختلفت الشخصيات نتيجه التحكمات والهيمنات والتى تخرج فى النهايه فى صورة ديمقراطيه بحته يرضى بها الناس جميعا خلاصه القول
حتى وان صلح هذا النهج فى بعض الدول وهو ما لم يحدث وذلك للم
حقق والمدقق يعلم ذلك فانها لم تصلح فى بلدانا العربيه واثبتت فشلها الذريع فوق الوصف
ولذلك وضع الاسلام حلول اخرى وهى الشورى
فإن للشورى أهمية كبيرة في حياة الأمم والشعوب، وإن أي نظام أو تنظيم ينشد الخير
والفلاح ويبحث عن العدالة والمساواة ويتوق إلى العزة والكرامة، ويحب أن يسود الأمن
والاستقرار والرخاء ،فيجب ان ينتهج الشورى فى شتى أمور الدنيا والآخرة.
وبالشورى تبنى المجتمعات الفاضلة والدول القوية، وبالشورى يحصل النصر وتستمال
القلوب، ويتعاون أهل الشورى من أجل بناء الأوطان وعمارة الأرض وإرضاء الرب.
والشورى هي من أهم خصائص الأمة الإسلامية والشرائع الربانية، فهي من صفات
المؤمنين الموحدين الذين استجابوا لله رب العالمين، قال تعالى: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا
لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَأهم يُنْفِقُونَ)
ولأهمية الشورى جاء ذكرها في هذه الآية بين الصلاة والزكاة، فقد وصف الله المؤمنين
بأنهم الذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأدوا الزكاة وكان منهج الشورى هو منهجهم.
وقد قال بعض الباحثين إن سياق النص قد نبه عليه بعض المؤصلين والبلاغيين من حيث
أن لفظ وجملة (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) جاءت متوسطة بين الصلاة والزكاة لتدل بتنبيه
عبارة النص وإشارته على ضرورة مداومتها بما يشبه الصلاة والزكاة , وعموم خطاب الآية
الكريمة هو من الوجوب الشمولي في الأمة. فمفهوم الأمر جاء بطبيعة الخبر والمدح وهو
أعظم من الأمر الصريح عند البيانيين من علماء اللغة الذين قرروا أن طرق الأمر الحتمي
في اللغة تصل إلى ثمانية وعشرين وجهاً.
ويتبين أيضاً من هذه الآية الكريمة أن الإسلام ليس حصراً على الصلاة والزكاة وإن كانا
من أركانه، لأن من استجاب لله وجب عليه أن يتخذ الشورى منهجاً، فكما لا يجوز له
إهمال الصلاة وتركها فإنه لا يجوز له إهمال الشورى وتركها، وبهذا يتضح أن الإسلام دين
اجتماعي سمح، ليس فيه سلطة قاهرة تكبت الحريات وتمنع حق إبداء الرأي، وإنما هو
دين يدعو إلى الشورى والنظر المشترك في الأمور الهامة وفي كل ما ينصلح به أحوال
الإنسانية أفراداً وجماعات، وفي كل أمر تحصل به العزة للمسلمين والسعادة
للموحدين، فالشورى قاعدة من قواعد الشريعة وخُلق من أخلاق المؤمنين، ونظام
الشورى هو أفضل نظام يمنع من التسلط والاستبداد ويبعث على المحبة والتواد، ولهذا
امتدح الله المؤمنين الذين جعلوا المشورة قانوناً لهم في أعمالهم كما هو صريح آية
الشورى سالفة البيان، وفي الحديث: (ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم) .
ولما للشورى من أهمية كبيرة في حياة الأمة فقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله
وسلم بمشاورة المؤمنين، وهو الذي يمتاز بكماله الروحي لاتصاله بالوحي الرباني، ومع ذلك فإن الله خاطبه بقوله: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمرِ)
. فإذا كانت الشورى بهذه الاهيه فكيف لنا بعد هذا ان نترك الشورى وننتهج نظم ديمقراطيه او اى نظم اخرى
واتذكر قول الشاعر
الرأي كالليل مسوداً جوانبه ... والليل لا ينجلي إلا بإصباح
فاضمم مصابيح أراء الرجال إلى ... مصباح رأيك تزدد ضوء مصباح
الشورى هى الافضل وهى الحل للخروج من نفق الديمقراطيه المظلم الذى وقعنا فيه
والذى يوقعنا فى ازمات لا حصر لها